في إطار سلسلة الندوات والأيام الدراسية والملتقيات العلمية الاجتماعية، الثقافية الدينية والروحية الدولية والوطنية و الجهوية التي تنظمها زاوية الشيخ مولاي الشريف الرقاني، خدمة للمجتمع واستقرار الوطن و ترسيخ الامن الروحي به , وذلك من أجل المحافظة على دور الزاوية الاجتماعي و الثقافي التربوي و العلمي والديني والروحي و الأخلاقي فضلا على تعليم القرآن وتحفيظه والدور الذي قامت به الزاوية في الحفاظ على الهوية حيث أسست لعبادة الله تعالى وتحفيظ القرآن وتعليم الدين ونشر القيم الإسلامية و الحفاظ على حقوق الانسان والفضائل ودراسة العلم.
اما في عصرنا الحاضر لايقتصر دورها في التدريس و تحفيظ القرآن و التربية الروحية وتعليم أحكام الدين والعمل في سبيل الله فحسب بل يتعدى ذلك إلى كونها مؤسسة فضل يقتضي ذلك ان تهتم بالقضايا العائدة على الوطن بالنفع وكل ما يستجد على ساحة الامة العربية الاسلامية في كل المجالات الانسانية و الثقافية والعلمية و التربوية و الدينية لتجسيد ثقافة الامن الروحي و الاجتماعي, وجميع ما من شأنه رفع مستوى الفرد ويؤهله للمسؤولية الآنية والمستقبلية، إذ يسجل للزاوية الفضل في الحفاظ على اللغة العربية وثوابتالهوية الوطنية كونها مؤسسة فضل و خير ووسطية و الاعتدال، بمبدأ الإحسان و اليسر والسماحة و كان دورها بارزا في محاربة التيارات المتشددة، كالتطرف و الغلو .
كما ملأت الزاوية الفراغ وقطعت الطريق على ظاهرتي التطرف والغلو في التدين الدخيل من وراء الحدود.
إن التحولات والتغيرات الفكرية الاجتماعية الثقافية والدينية و الاقتصادية تستدعى إعلاما قويا يحمي المرجعية الدينية الوطنية , و ويعزز الامن الروحي الذي يفضي للتماسك الاجتماعي ; و الامن الفكري ،الذي يعد من أكثر الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها الفاعلون من مختلف الفئات المشكلة للمجموعة الوطنية، حتى يمكن تجسيد العيش الطبيعي، وتجنب التهديدات المتوقعة، وكسبالرهانات المنتظرة، من أجل الوصول إلى بناء المجتمع السليم، الذي ترغب برسمه أهداف المجموعة الوطنية، مع الأخذ بعين الاعتبار كل الظروف المستجدة في كل مرحلة , وإن التحولات العميقة التي يشهدها المجتمع في السنوات الأخيرة، وتداعياتها في مختلف المستويات،وبالذات التي تبرز في سلوكيات الشباب والأجيال الجديدة، وما تنتجه التغيرات الخارجية على مجموع الجهود الوطنية، في توفير الأمن الاجتماعي والتماسك العام، والمكونات الأساسية للمجتمع، التي وفرت له التواجد والاستمرار منذ قرون، تفرض اليوم الانتباه الى حقيقة تلك التحولات، ودراستها بعين الفاحص والمتدبر،لتحديد طبيعتها ومعرفة مجالاتها وإدراكأبعادها، وإيجادالآليات المناسبة للتعامل معها، في إطار الثقافة الوطنية والمصالح العليا للمجتمع، حتى يمكن تجنب أخطارها والاستثمار في ايجابياتها.
كما أن الرهانات القائمة اليوم، توجب المسارعة إلى الاستعداد لكسبها، وتوفير الموارد الكافية التي تجعل من الحصول على النجاح فيها،
ونظرا لتزاحم المشكلات التي تفرض على الامة الاسلامية معالجتها بالمنهج السليم , تتداخل القضايا التي تتطلب البحث والدراسة بحلول واقعية تصمد امام التحديات التي تتكاثر و يتعاظم امرها في هذه الحقبة الدقيقة التي يجتازها العالم…. الاسلامي, وفي هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها المجتمع الدولي, سواء على مستوى الحكومات والدول او على المستوى الاقليمي والدولي او المنظمات والمؤسسات والهيئات .
ومن هنا يكون الحفاظ على الثوابت الوطنية و الهوية الجزائرية وعلى الهوية الحضارية الاسلامية وثقافتها واجب الوجوب وضرورة الحياة وواجبا اسلاميا في المقام الاول وعليه يجب التعاون والتضامن بين ابناء الوطن الواحد و كذا بين دول العالم الاسلامي وتحقيق التكامل فيما بينهما , وتعزيز العمل المشترك في اطار تنفيذ استراتيجية قوامها تقوية وتعزيز التقدم الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي لتقوى على الدفاع عن الثوابت الوطنية وخصوصياتهم الثقافية وموروثهم الحضاري لمواجهة الغارات الاعلامية التي تأتي من كل حدب وصوب , في اطار منهج قويم وبأساليب حكيمة من خلال رؤية شاملة للواقع في جوانب متعددة, من اجل اكتساب المناعة ضد الضعف العام الذي يحد من حيوية الامة ويشل من حركتها الفاعلة المؤثرة وبهذا المنهج وانتهاج هذه السبل المستقيمة , تتقوى الذات وتصان الثوابت الوطنية والهوية الحضرية , وتحفظ الحقوق ويعزز الحضور وحب الوطن ومن خلاله الامة الاسلامية في الساحة الدولية فاعلة ومؤثرة ومساهمة في الحضارة الانسانية الجديدة.
وفي ظل عالم متغير يعرف تحولات متسارعة و أحداث متتالية. وإقليم متأزم فقد مقاليد ومعايير القيم وأضحت فيه التهديدات لتماسك الدولة الوطنية على المحك.
وفي ظل موجات متسارعة ومتعاقبة من الافكار و المعتقدات الدخيلة التي أضحت تحقن بها مجتمعاتنا وتدفعنا عند القراءة والتحليل إلى التوقف طويلا وطرح جملة من التساؤلات التي لا تنتهي والتي في كثير من الاحيان لا تجد مبرراتها .
تعمل الزاوية على القيام بواجبها الأخلاقي والأدبي تجاه الوطن و المجموعة الدولية الاسلامية والمجتمع، عبر الكثير من المساعي الذي يأتي منها، هذا الملتقى الدولي في اطار مناقشة الحفاظ على الثوابت الوطنية في ظل المتغيرات الدولية و الاقليمية.
:اذ شمل تسعة محاور كمايلي نشطها أساتذة ومشايخ من داخل وخارج الوطن
المحور الاول:-محددات ضبط مفهوم الثوابت الوطنية (ماهية الثوابت الوطنية و العلاقة بين الثوابت و الوطنية ).
المحور الثاني:-العالم العربي في ظل التحديات الاقليمية والدولية التحديات التي تواجه الهوية والثقافة .
المحور الثالث:-الدولة الوطنية و الاجندات الطائفية, وشروط الحفاظ على الهوية و الثقافة الاسلاميتين.
المحور الرابع:-الأمن الفكري ومحددات الحماية.
المحور الخامس:- نحو تعزيز الأمن الروحيو تأثيره في سلوكيات الفئات الاجتماعية.
المحور السادس:-محددات بناء مناعة وقائية للحفاظ على الثوابت الوطنية.
المحور السابع:-نحو استراتيجية وطنية للتصدي والصمود للحفاظ على الثوابت الوطنية في ظل المتغيرات.
المحور الثامن:- نحو حماية الاقتصاد و تعزيز الياته ,للحفاظ على ثوابت الدولة.( بنوك . قدرة شرائية )
المحور التاسع:-القوة الإعلامية، والسعي إلى الاستثمار فيها، وجعله في خدمة المجموعة الوطنية.